الناقد الصامت
لبارحة كان هناك حوار في "وجدان فضاء فني" عن دور المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة محليا وعربيا وعالميا.. حيث قدّم مدير المتحف نبذة عن نشأة وتاريخ المتحف في ١٩٨٠ كمؤسسة غير ربحية ومن ثم عن الانشطة المتعددة وجهودها في تسليط الضوء على الفن الأردني والعربي والإسلامي والاحتفاء بالفنانين الذين كان لديهم بصمة في مسيرة الفن الحديث والمعاصر محليا وعربيا وعالميا
وخلال الجلسة، اتيح المجال للحضور المشاركة في حوار مفتوح والتشاور حول مسيرة المتحف واستدامتها والمشاريع المتعددة ومجموعة المتحف التي تحتوي على اكثر من ثلاثة آلاف عمل فني
في ظل غياب النقد في مجال الفنون (والأدب والعمارة و و و) اعتقد ان المتحف كان وما زال يقوم بدور "الناقد الصامت".. هذه المساحة الفنية الكبيرة التي في معظم الاحيان أتاحت فرصة لعرض أعمال مختارة ومنتقاة بحذق، حيث تم اختيار وتقديم فنانين وتنسيق تجارب محترفين استنادًا إلى تفرّدهم الفنّي وخلفيّتهم الثقافية والفهم العميق للفن
بعكس ما نراه في بعض صالات العرض الفنية او المساحات الفنية التي تقوم بعرض الأعمال التجارية والمترهلة والسخيفة احيانا
اقول البعض ولا اعمم.. ولكن البعض الكبير
ممكن ان اقول ان المتحف الوطني هي محكمة فنّية رزينة وهادئة وثابتة على مبادئ جادة.. واتمنى ان تستمر نقدها الصامت للساحة الفنّية وان تحافظ على هذا المستوى الراقي من احتوائها للفن ذات جودة عالية… واتمنى ان يكون هناك منصات موازية للنقد الفنّي والإبداعي.. غير صامتة.. صادقة وغير مجاملة .. جريئة ومثقفة ليس فقط منصات للثرثرة
الصور المرفقة للمنشور هي من أرشيفي وزياراتي للمتحف والمعارض التي شاهدتها
اردا اصلانيان، أكتوبر ٢٠٢٣